قلت: هذا الحديث رواه الشافعي والجماعة كلهم هنا، وقد ذكره البخاري في الهجرة وفي المغازي وفي الدعوات وفي الجنائز وفي الطب وقال فيها كلها من حديث سعد بن أبي وقاص: عادني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام حجة الوداع، أو في حجة الوداع، ولم يقل في شيء منها عام الفتح، وذكر الحديث أيضًا في الفرائض وفي النفقات، وقال فيهما: عادني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا مريض بمكة، ولم يقل عام الفتح، وذكره مسلم بطرق في الوصايا، ولم يقل إلا عام حجة الوداع، أو يطلق فيقول بمكة، ولم أر في شيء من الصحيحين إن ذلك عام الفتح، كما رواه المصنف، إنما ذلك في الترمذي والنسائيّ، ولفظ المصنف لفظ الترمذي، وقد روى الحديث البيهقي، وقال: كل من رواه عن الزهري قال فيه: عام حجة الوداع إلا سفيان بن عيينة، فإنه قال: عام الفتح، قال: والمحفوظ عام حجة الوداع، هذا هو الصحيح، وقد رواه كذلك مالك وإبراهيم بن سعد ومعمر ويونس عن الزهري ولم يخالف إلا سفيان، فإنه رواه عن الزهري وقال فيه: عام الفتح. (١)
قوله: اشفيت على الموت: يقال اشفى على الشيء إذا أشرف عليه، ولا يكاد يقال إلا في الشر.
قوله: فالشطر: الشطر النصف، قوله: يتكففون الناس: يقال: تكفف السائل واستكف إذا بسط كفه للسؤال أو سأل الناس كفا كفا من طعام.
[من الحسان]
٢٢٨٩ - رُوي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لسعد:"أوص بالعُشرْ"، قال سعد: فما زلت أناقصه حتى قال: "أوص بالثلث، والثلث كثير".
(١) أخرجه الشافعي في السنن المأثورة (٥٣٦)، والبخاري في الفرائض (٦٧٣٣)، وفي الإيمان (٥٦)، وفي الوصايا (٢٧٤٤)، وفي النفقات (٥٣٥٤)، ومسلم (١٦٢٨)، وأبو داود (٢٨٦٤)، والترمذي (٢١١٦)، والنسائيّ (٦/ ٢٤١)، وابن ماجه (٢٧٠٨)، وابن حبّان في صحيحه (٤٢٤٩) و (٦٠٢٦)، وابن الجارود (٩٤٧)، والبيهقيّ (٦/ ٢٦٨)، والبغويّ في شرح السنة (١٤٥٨).