للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٩٥٠ - حاضت صفية ليلة النفر، فقالت: ما أراني إلا حابستكم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عَقْرى حَلْقى، أطافت يوم النحر؟ " قيل: نعم. قال: "فانفِري".

قلت: رواه الشيخان وأبو داود والنسائيُّ من حديث عائشة واللفظ للبخاري. (١)

ومعنى الحديث: أن صفية أم المؤمنين حاضت قبل طواف الوداع، فلما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجوع إلى المدينة قالت: ما أراني إلا حابستكم، لانتظار طهري وطوافي للوداع، لأني لم أطف للوداع، وقد حضت، وظننت أن طواف الوداع لا يسقط عن الحائض، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أما كنت طفت طواف الإفاضة يوم النحر؟ قالت: بلى، قال: يكفيك ذلك" لأنه هو الركن لا يسقط بوجه.

وأما عقرى حلقى: فهكذا رواه المحدثون بالألف التي هي ألف التأنيث ويكتبونه بالياء ولا ينوّنونه وهو فصيح صحيح، قال الأزهري (٢): قال أبو عبيد: معنى عقرى، عقرها الله، وحلقى: حلقها الله، قال يعني: عقر الله جسدها وأصابها يوجع في حلقها، وهذا على عادة العرب في الدعاء على الشيء من غير إرادة لوقوعه.

[من الحسان]

١٩٥١ - سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "في حجة الوداع: أي يوم هذا؟ " قالوا: يوم الحج الأكبر، قال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ألا لا يجني جان على ولده، ولا مولود على والده، ألا وإن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدًا، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم فسيرضى به". (صحيح).


(١) أخرجه البخاري (١٧٧١) (١٧٧٢)، ومسلم (١٢١١)، وأبو داود (٢٠٠٣)، وابن ماجه (٣٠٧٣)، والنسائيُّ في الكبرى (٤١٩١).
(٢) تهذيب اللغة للأزهري (١/ ٢١٥ - ٢١٦).