للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: رواها الشيخان من رواية أنس. (١)

وإنما خص هذه السورة لكونها وجيزة، جامعة لقواعد كثيرة من أصول الدين وفروعه ومهماته، والإخلاص وتطهير القلوب.

١٥٨٧ - نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو".

قلت: رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه كلهم في الجهاد من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر يرفعه. (٢)

- وفي رواية: "لا تسافروا بالقرآن فإني لا آمن أن يناله العدو".

قلت: رواها مسلم في المغازي من حديث أيوب عن نافع عن ابن عمر يرفعه. (٣)

ونبه - صلى الله عليه وسلم - بذلك على العلة المقتضية للنهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو، فإن أمنت هذه العلة بأن تسافر به في جيش المسلمين الظاهر عليهم، فلا كراهة ولا منع حينئذ لعدم العلة، هذا هو الصحيح وبه قال أبو حنيفة والبخاري وآخرون، وقال مالك: النهي مطلقًا، وحكى ابن المنذر عن أبي حنيفة: الجواز مطلقًا، والصحيح عنه ما سبق، وهذه العلة المذكور في الحديث هي من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، كذا ذكره الحفاظ وغلط بعض المالكية، فزعم أنها من كلام مالك، واتفق العلماء على أنَّه: يجوز أن يكتب إليهم كتاب فيه آية أو آيات، والحجة فيه: كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل وفيه شيء من القرآن. (٤)

[في الحسان]

١٥٨٨ - قال: جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين، إن بعضهم ليستتر ببعض من العري، وقارئ يقرأ علينا، إذ جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام علينا، فلما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


(١) أخرجه البخاري (٣٨٠٩)، و (٤٩٦٠)، ومسلم (٧٩٩).
(٢) أخرجه البخاري في الجهاد (٢٩٩٠)، ومسلم (١٨٦٩)، وأبو داود (٢٦١٠)، وابن ماجه (٢٨٧٩).
(٣) أخرجه مسلم (٩٤/ ١٨٦٩).
(٤) انظر: المنهاج (١٣/ ٢٠).