للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: رواه البخاري والنسائيُّ كلاهما في فضائل القرآن وهما أيضًا والترمذي في التفسير ومسلم في الصلاة وأبو داود في العلم كلهم من حديث عبيدة السلماني واللفظ للبخاري. (١)

وتذرفان: بالذال المعجمة والراء المهملة المكسورة وبالفاء أي يسيل دمعهما، يقال: ذرفت عينه تذرف أي سال دمعها.

١٥٨٦ - قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن قال: الله تعالى سماني لك؟ قال: "نعم قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: "نعم" فذرفت عيناه".

قلت: رواه البخاري في التفسير ومسلم في الصلاة كلاهما من حديث قتادة عن أنس. (٢)

وذرفت: بفتح الراء المهملة وفيه فوائد: منها: أنَّه يستحب القراءة على أهل العلم والفضل، وإن كان القارئ أفضل من المقروء عليه، ومنقبة لأبيّ، ولا يعلم أن غيره شاركه في ذلك، ومنقبة بذكر الله تعالى له، ونصه عليه في هذه المنزلة، والبكاء للسرور والفرح، وإنما سأل أبيّ عن تسمية الله تعالى له: لجواز أن يكون الله تعالى أمره أن يقرأ على رجل من أمته ولم يعينه، فأراد أن يتحقق ذلك وهذا ليتعلم وليستن به غيره في القراءة على أهل الفضل، وإن كان القارئ أفضل، وقيل لجلالة أبيّ وإعلامه - صلى الله عليه وسلم - أمته أنَّه أهل لأنَّ يؤخذ عنه.

- وفي رواية: "أمرني ربي أن أقرأ عليك {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} ".


(١) أخرجه البخاري في التفسير (٤٥٨٢)، وفي فضائل القرآن (٥٠٤٩) و (٥٠٥٠)، ومسلم (٨٠٠)، والنسائيُّ في الكبرى (٨٠٧٨)، وفي تفسيره (١٢٥)، وأبو داود (٣٦٦٨)، والترمذي (٣٠٢٥)، والبغويُّ في شرح السنة (١٢٢٠).
(٢) أخرجه البخاري في التفسير (٤٩٦٠) (٤٩٦١)، ومسلم (٧٩٩).