٢٦٧١ - أنهما حدثا: إن عبد الله بن سهل، ومحيصة بن مسعود رضي الله عنهما أتيا خيبر، فتفرقا في النخل، فقُتل عبد الله بن سهل، فجاء عبد الرحمن بن سهل، وحويصة ومحيصة ابنا مسعود، إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فتكلموا في أمر صاحبهم، فبدأ عبد الرحمن وكان أصغر القوم، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كبر الكبر"، يعني ليَلِي الكلام الأكبر منكم، فتكلموا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "استحقوا قتيلكم أو قال: صاحبكم بأيمان خمسين منكم"، قالوا: يا رسول الله أمر لم نره، قال:"فتبرأكم يهود في أيمان خمسين منهم"، قالوا: يا رسول الله قوم كفار، ففداهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قِبَلِه.
قلت: رواه الجماعة: البخاري في مواضع، منها في الأدب ومسلم في الحدود وأبو داود والترمذي في الديات والنسائي في القضاء وابن ماجه في الديات كلهم من حديث رافع بن خديج (١) وسهل بن أبي حثمة، وقال أبو داود: رواه بشر بن المفضل ومالك عن يحيى بن سعيد قال فيه: "أتحلفون خمسين يمينًا وتستحقون دم صاحبكم، أو قاتلكم"، ولم يذكر بشر "دمًا" وقال: ورواه ابن عيينة عن يحيى فبدأ بقوله: تبرئكم يهود بخمسين يمينًا تحلفون، ولم يذكر الاستحقاق وهذا وهم من ابن عيينة انتهى.
قال الشافعي: إلا أن ابن عيينة كان لا يثبت أقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - الأنصاريين في الأيمان أو يهود، فيقال في الحديث: أنه قدم الأنصاريين، فيقول: ذاك وما أشبه هذا، وحدث الإِمام الشافعي أيضًا عن ابن عيينة أنه بدأ بالأنصار في أمر يهود، فيقال: إن الناس
(١) أخرجه البخاري (٦١٤٢، ٦١٤٣)، ومسلم (١٦٦٩)، وأبو داود (٤٥٢١)، والترمذي (١٤٢٢)، والنسائي (٨/ ٦)، وابن ماجه (٢٦٧٧).