للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الفتن]

[من الصحاح]

٤٢٨٠ - قال: "قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامًا، ما ترك شيئًا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة، إلا حدّث به: حفظه مَنْ حفظه، ونسيه مَنْ نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنّه ليكون منه الشيء قد نسيته، فأراه، فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عرفه".

قلت: رواه الشيخان وأبو داود ثلاثتهم في الفتن ولم يقل البخاري: "قد علمه أصحابي هؤلاء" وفي أبي داود: قد علمه أصحابه هؤلاء. (١)

٤٢٨١ - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تعرض الفتن على القلوب، كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أشربها، نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مُربادًا، كالكوز مجخيًّا، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أشرب من هواه".

قلت: رواه مسلم في الإيمان بهذا اللفظ (٢)، قال الإِمام عبد الحق: لم يخرج البخاري هذا اللفظ انتهى، وقد أخرج البخاري ومسلم أيضًا ما يقرب من هذا المعنى من حديث حذيفة أيضًا، ولذلك ذكر الحديث الذي يقرب من هذا المعنى الحميدي (٣) في المتفق عليه ثم ذكر هذا الحديث، ثم قال: ما قدمناه عن حذيفة من الحديث المتفق عليه جاء بألفاظ أخر لا تتفق مع هذا، إلا في يسير فلذلك أفردنا هذا عن مسلم خاصة.


(١) أخرجه البخاري (٦٦٠٤)، ومسلم (٢٨٩١)، وأبو داود (٤٢٤٠).
(٢) أخرجه مسلم (١٤٤).
(٣) انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (١/ ٢٨٩ رقم ٤١٦)، أما المتفق عليه فبرقم (٣٨٩).