للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منها، فلما امتحن الرجل فوجده يسأل تصديقًا بها، قال: أنت مع من أحببت فألحقه بحسن النية من غير زيادة عمل بأصحاب الأعمال الصالحة.

قال النوويّ (١): ولا يلزم من كونه معهم أن تكون منزلته وجزاؤه مثلهم من كل وجه.

وفي الحديث دليل على: فضل حب الله ورسوله والصالحين، وأهل الخير الأحياء والأموات، قال: ومن أفضل محبة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - امتثال أمرهما، واجتناب نهيهما والتأدب بالآداب الشرعية، ولا يشترط في الانتفاع بمحبة الصالحين أن يعمل عملهم إذ لو عمله لكان منهم، ومثلهم، وقد صرح في الحديث الذي قبل هذا بذلك في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم.

٤٠٣١ - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة".

قلت: رواه الشيخان البخاري في البيوع ومسلم في الأدب كلاهما من حديث أبي موسى يرفعه. (٢) ويحذيك: بالحاء المهملة والذال المعجمة أي يعطيك.

[من الحسان]

٤٠٣٢ - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ والمتباذلين فيّ".

قلت: رواه في المستدرك في البر والصلة من حديث معاذ بن جبل وقال: على شرط الشيخين وأقره الذهبي ورواه مالك في الموطأ. (٣)


(١) المنهاج (١٦/ ٢٨٥).
(٢) أخرجه البخاري (٥٥٣٤)، ومسلم (٢٦٢٨).
(٣) أخرج الحاكم (٤/ ١٦٨ - ١٦٩)، ومالك في الموطأ (٢/ ٩٥٣ - ٩٥٤) وإسناده صحيح.