١٧١٥ - قال: بينا نحن عنده -يعني عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل رجل عليه كساء، وفي يده شيء قد التف عليه، فقال: يا رسول الله مررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر، فأخذتهن فوضعتهن في كسائي، فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي، فكشفت لها عنهن فوقعت عليهن، فلففتهن بكسائي فهن أولاء معي، قال:"ضعهن فوضعتهن، وأبت أمهن إلا لزومهن" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتعجبون لرُحم أم الأفراخ فراخها؟ فوالذي بعثني بالحق، لله أرحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها، ارجع بهن، حتى تضعهن من حيث أخذتهن، وأمهن معهن" فرجع بهن.
قلت: رواه أبو داود في الجنائز من حديث عامر الرام وهو حديث طويل قدم الشيخ قطعة منه في الجنائز وتقدم التنبيه عليه.
قوله: أتعجبون لرُحم، هو بضم الراء والحاء المهملتين وسكون الحاء أيضًا مصدر بمعنى الرحمة. (١)
[باب ما يقول عند الصباح والمساء والمنام]
[من الصحاح]
١٧١٦ - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمسى قال:"أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، وسوء الكبر، وفتنة الدنيا، وعذاب القبر، وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: أصبحنا وأصبح الملك لله".
(١) أخرجه أبو داود (٣٠٨٩). وقد تقدم في كتاب الجنائز باب " تمني الموت".