للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذُكر لنا أن الحجر يُلقى من شفير جهنم فيهوي بها سبعين عامًا لا يدرك لها قعرًا، والله لتملأن أفعجبتم؟ وقد ذكر لنا أن ما بين من مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عامًا، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا وعند الله صغيرًا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت، حتى يكون آخر عاقبتها ملكًا، وستخبرون وتجرّبون بالأمراء بعدنا.

ولم يخرج مسلم لعتبة بن غزوان في صحيحه غير حديث واحد وهو هذا، ولم يخرج البخاري في صحيحه لعتبة شيئًا ولذلك عده الحميدي في الصحابة الذين انفرد بهم مسلم (١). وكظيظ: أي ممتليء.

[من الحسان]

٤٥١٣ - قال: قلت: يا رسول الله مم خلق الخلق؟ قال: "من الماء"، قلنا: الجنة ما بناؤها؟ قال: "لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبوس، ويخلد ولا يموت، ولا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم".

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة (٢) من حديث أبي هريرة وهو بعض حديث، حذف المصنف أوله وآخره، وذكر وسطه المتعلق بالجنة.


(١) انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (٣/ ٥٤٩) رقم (٣١٢٥) مسند رقم (١٩٩) وانظر ترجمة عتبة بن غزوان في الإصابة (٤/ ٤٣٨).
(٢) أخرجه الترمذي (٢٥٢٦).