حمله على غير ذلك وأنه - صلى الله عليه وسلم - أخرجه الذي أخرجهما وهو علمه - صلى الله عليه وسلم - بجوعهما، وهذا هو حقيقة الكلام، وعلى التفسير الأول يحتاج إلى تقدير:"أخرجني مثل الذي أخرجكما". والأصل عدم التقدير، وفي ظني أن هذا مرّبي منقولًا عن بعضهم، وهو ظاهرٌ حسنٌ والله أعلم.
والموجود في بعض نسخ صحيح مسلم:"فأنا والذي نفسي بيده" بالفاء، وفي بعضها بالواو، والمصنف رواه بإسقاطهما.
قوله:"قوموا" بواو الجمع كذا هو في مسلم، وهو جائز بلا خلاف، لكن هو مجاز على الصحيح، والرجل الأنصاري الذي أتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - هو: أبو الهيثم مالك بن التيهان بفتح المثناة وتشديد المثناة من تحت مع كسرها، قولها:"مرحبًا وأهلًا" كلمتان معروفتان للعرب، ومعناه: صادفت رحبًا وسعة وأهلًا تأنس بهم، قولها "ذهب يستعذب لنا الماء" أي يأتينا بماء عذب وهو الطيب، والعذق: بكسر العين المهملة وبالذال المعجمة هو العرجون بما فيه من الشماريخ وبفتح العين هو النخلة نفسها وليس بمراد هنا، والمدية: مثلثة الميم وهي السكين، والحلوب: ذات اللبن، فعول بمعنى مفعولة، وفيه جواز الشبع، والنهي عنه محمول على المداومة عليه.
وأما السؤال عن هذا النعيم فالمراد السؤال عن القيام بحق شكره. (١)
[من الحسان]
٣٤٠٠ - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أيما مسلم ضاف قومًا، فأصبح الضيف محرومًا، كان حقًّا على كل مسلم نصره، حتى يأخذ له بقراه من ماله وزرعه".