هذه الدنيا التي هي دار العمل، حتى إذا انقضت مدتها وتعقبتها الآخرة التي هي دار الجزاء، انقطع العمل، الوجه الثاني: أن عمل الآخرة ذكر ودعاء، قال الله تعالى:{دعواهم فيها سبحانك اللهم}.
الوجه الثالث: أن يكون هذه رؤية منام في غير ليلة الإسراء، أو في بعض ليلة الإسراء.
الوجه الرابع: أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى حالهم، وما كانوا عليه في حال حياتهم، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: وكأني أنظر إلى موسى، وكأني أنظر إلى عيسى.
الوجه الخامس: أن يكون أخبر عما أوحي إليه - صلى الله عليه وسلم - من أمرهم وما كان منهم، وإن لم يرهم رؤية عين، انتهى كلامه.
[فصل في المعجزات]
[من الصحاح]
٤٧٣١ - أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله! لو أن أحدهم نظر إلى قدمه أبصرنا، فقال:"يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ ".
قلت: رواه البخاري في فضل أبي بكر وفي الهجرة وفي التفسير ومسلم في الفضائل والترمذي في التفسير من حديث أنس. (١)
ومعنى: الله ثالثهما: بالنصرة والمعونة والحفظ والسديدة وهو داخل في قول الله تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.