للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من لا يفيد العموم مطلقًا، وعلى مذهب من يقول تفيده في الأمر والنهي لا في الخبر والله أعلم (١).

٤٧٣٠ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد رأيتني في الحجر، وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربًا ما كربت مثله، فرفعه الله تعالى لي أنظر إليه، ما يسألونني عن شيء إلا أنبأتهم، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب جعد، كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى قائم يصلي، أقرب الناس به شبهًا عروة ابن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم -يعني: نفسه- فحانت الصلاة، فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة، قال لي قائل: يا محمد! هذا مالك خازن النار، فسلّم عليه، فالتفت إليه، فبدأني بالسلام".

قلت: رواه مسلم في الإيمان من حديث أبي هريرة وخرج البخاري (٢) من هذا الحديث ذكر بيت المقدس من حديث جابر وصفة موسى وإبراهيم من حديث أبي هريرة وابن عباس ولم يذكر سائره.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فكربت كربًا ما كربت مثله"، هو بضم الكافين من كربت، والضمير في مثله عائد على الكرب، وهو بفتح الكاف على وزن الضرب وهو الغم (٣).

قال القاضي عياض (٤): فإن قيل كيف يصلون وهم في الدار الآخرة وليست بدار عمل؟ وللمشايخ فيما ظهر لنا عن هذا أجوبة: أحدها: أنهم كانوا كالشهداء، بل هم أفضل، والشهداء أحياء عند ربهم، فلا يبعد أن يصلوا ويحجوا كما ورد في الصحيح من حديث آخر، وأن يتقربوا إلى الله بما استطاعوا، لأنهم وإن كانوا قد توفوا فهم في


(١) انظر: إكمال المعلم (١/ ٥٢٦)، والمنهاج للنووي (٣/ ٤).
(٢) أخرجه مسلم (١٧٢)، والبخاري (٣٤٣٧)، وخرج أوله بمعناه من حديث جابر (٣٨٨٦).
(٣) انظر: المنهاج للنووي (٢/ ٣٠٨).
(٤) انظر: إكمال المعلم (١/ ٥١٦ - ٥١٨).