للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وزاد عليه في النهاية (١): وإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد سنة خمس وثلاثين من الهجرة، ففيها خرج أهل مصر، وحصروا عثمان، وإن كان ستًّا وثلاثين ففيها كانت وقعة الجمل، وإن كانت سبعًا وثلاثين ففيها كانت وقعة صفين.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: فإن تهلكوا فسبيل من هلك هو خبر مبتدأ محذوف تقديره فسبيلهم سبيل من هلك أي اختلفوا بعد ذلك واستهانوا بالدين واقترفوا المعاصي فسبيلهم سبيل الأمة السالفة في زيغهم عن الحق ووهنهم في الدين سمى - صلى الله عليه وسلم - أسباب الهلاك والاشتغال بما يؤدي إليه هلاكًا.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن يقم لهم دينهم" يقم لهم سبعين عامًا، قال الزمخشري (٢): دينهم أي ملكهم، قال الخطابي (٣): ويشبه أن يكون - صلى الله عليه وسلم - أراد مدة ملك بني أمية، وانتقاله إلى بني العباس فإنه كان من استقرار الملك لبني أمية إلى أن ظهرت دعاة الدولة العباسية بخراسان، وضعف أمر بني أمية نحوًا من سبعين سنة.

قوله: مما مضى أي ابتداء المدة المذكورة مما مضى من الهجرة فإنها أول دولة الإسلام ومبدأ ظهوره.

[باب الملاحم]

[من الصحاح]

٤٣١٣ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة، حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب


(١) انظر: النهاية لابن الأثير (٢/ ٢١١).
(٢) انظر: الفائق للزمخشري (٢/ ٤٩).
(٣) انظر: معالم السنن (٤/ ٣١٣).