للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من هذا الباب، وروى مسلم قوله - صلى الله عليه وسلم - لا تزال طائفة من أمتي إلى آخره (١).

٤٣١٢ - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو لست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا، فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم، يقم لهم سبعين عامًا".

قلت: أمما بقي أو مما مضى؟ قال: "مما مضى".

قلت: رواه أبو داود في الفتن من حديث البراء بن ناجية الكاهلي عن ابن مسعود، قال المنذري: قال البخاري: البراء بن ناجية، قال لي ابن أبي شيبة عن قبيصة هو المحاربي وقال ابن عيينة: الكاهلي عن ابن مسعود: لم يذكر سماعًا من ابن مسعود انتهى. (٢)

قال في الميزان (٣): البراء: فيه جهالة لا يعرف، إلا بحديث: تدور رحى الإسلام بخمس وثلاثين سنة، تفرد عنه ربعي بن حِراش.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين سنة، أو ستة وثلاثين، أو سبع وثلاثين، قال في الفائق (٤): يقال: دارت رحى الحرب إذا قامت على ساقها، والمعنى أن الإسلام يمتد قوام أمره على سنن الاستقامة والبعد عن إحداثات الظلمة إلى أن تقضى هذه المدة التي هي بضع وثلاثون سنة، ووجهه أن يكون - صلى الله عليه وسلم - قد قاله وقد بقيت من عمره السنون الزائدة على الثلاثين باختلاف الروايات، فإذا انضمت إلى خلافة الأئمة الأربعة الراشدين وهي ثلاثون سنة: لأبي بكر سنتان وثلاثة أشهر وتسع ليال، ولعمر عشر سنين وثلاثة أشهر وخمس ليال، ولعثمان ثنتا عشرة سنة إلا اثني عشرة ليلة، ولعلي خمس سنين إلا ثلاثة أشهر كانت بالغة ذلك المبلغ.


(١) أخرجه مسلم (١٩٢٠).
(٢) أخرجه أبو داود (٤٢٥٤). وقول المنذري في تهذيب سنن أبي داود (٦/ ١٤١)، وهو في التاريخ الكبير للبخاري (٢/ ١١٨).
(٣) انظر: ميزان الاعتدال (١/ ٣٠٢) رقم (١١٤٢).
(٤) انظر: الفائق للزمخشري (٢/ ٤٩).