بي الفَجْر حين حَرُم الطعام والشراب على الصائم، وصلى بي الغَدَ الظهر حين كان كل شيء مثل ظله، وصلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه، وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم، وصلى بي العشاء حين ذهب ثلث الليل، وصلى بي الفجر حين أسفر، ثم التفت إليّ، فقال: يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت ما بين هذين الوَقتَيْن".
قلت: رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن، كلاهما من حديث ابن عباس (١).
وليس فيهما ذكر الباب إنما رواها الشافعي فقال: عند باب البيت.
والفيء: مهموز ما كان شمسًا فنسخها الظل، والظل: ما لم تغشه الشمس، وأصل الفيء الرجوع أي ما رجع من الظل من جهة المغرب إلى المشرق، قالوا: والظل ما قبل الزوال ممتدًا من المشرق إلى المغرب على ما لم تطلع الشمس عليه، قيل: والفيء بعد الزوال لأنه يرجع من جهة المغرب إلى جهة المشرق لأنها ترجع إلى ما كانت عليه قبل.
[باب تعجيل الصلاة]
[من الصحاح]
٤٠٣ - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الهجيرة التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس، ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حَيّة، ونسيت ما قال في المغرب، وكان يستحب أن يؤخِّر العشاء، ولا يُحبّ النوم قبلَها ولا الحديث بعدها، وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه، ويقرأ بالستِّين إلى المائة".
(١) أخرجه أبو داود (٣٩٣)، والترمذي (١٤٩)، وحسنه، والشافعي في المسند (١/ ٥٠ - ترتيب المسند)، وأحمد (١/ ٣٣٣)، وصححه النووي في المجموع (٣/ ٢٣)، انظر "التلخيص الحبير" (١/ ٣٠٧ - ٣١١) وفيه كلام مفيد جدًّا.