للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كلها إلا في رواية الأصيلي أبي محمَّد في كتاب الجزية والموادعة، فإنَّه وقع له فيها إلى ثور، والله أعلم. (١)

وعَيْر: بفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها راء مهملة.

ثور: بفتح الثاء المثلثة وسكون الواو وبعدها راء مهملة، جَبَلان، قال بعضهم: وليس بالمدينة، ولا على قربها جبل يسمى بواحد من هذين الاسمين، ولهذا ترك بعض الرواة موضع ثور بياضًا، وقال بعضهم: أما عَيْر فجبل معروف بالمدينة، وأما ثور: فالمعروف أنَّه بمكة، وفيه الغار الذي بات فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما هاجر، ورواه بعضهم إلى أُحد، وجعل إلى ثور غلطا من الراوي، وإن كان هو الأشهر، وقال بعضهم: عير جبل بمكة، والمراد أنَّه - صلى الله عليه وسلم - حرم من المدينة قدر ما بين عور وثور بمكة، وقال الشيخ محب الدين الطبري (٢): أخبرني الثقة الصدوق الحافظ العالم المجاور لحرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن حذا أحد عن يساره جانبا إلى ورائه جبل صغير يقال له: ثور وأخبر أنَّه تكرر سؤاله طوائف من العرب عنه كلهم يذكر أنَّه يسمى بثور، فصح بذلك أن الحديث على بابه، ولا يحتاج إلى تأويل والله أعلم. (٣)


(١) أخرجه البخاري في الجزية والموادعة (٣١٧٩)، وفضائل المدينة (١٨٧٠)، ومسلم (١٣٧٠)، وأبو داود (٢٠٣٤)، والترمذي (٢١٢٧)، والنسائي (٨/ ٢٣)، وابن حبَّان (٣٧١٦)، والبغويُّ (٢٠٠٩).
(٢) انظر القِرى لقاصد أم القرى للطبري (ص ٦٧٤).
(٣) جبل عَيْر: هو جبل ممتد من الغرب إلى الشرق، ويشرف طرفه الغربي على ذي الحليفة، وطرفه الشرقي على المنطقة المتصلة بمنطقة قباء من جهة الجنوب الغربي، وهو حدّ المدينة من جهة الجنوب، انظر آثار المدينة للأنصاري (ص ٢٠٩)، والمغانم الطابة للفيروزآبادي (ص ٢٨٧) و (ص ٨١). =
= وجبل ثور: وهو جبل صغير شمالي أحد، وهو حدّ المدينة من جهة الشمال، انظر القِرى لقاصد أم القرى لمحب الدين الطبري (ص ٦٧٤)، والمغانم المطابة في معالم طابة ص (٨١ - ٨٤)، ونشر في جريدة المدينة عدد رقم (٨٣٢٩) بتاريخ ٤/ ٨/ ١٤١٠ هـ (ملحق ألوان من التراث)، كتبه الدكتور/ عبد العزيز قارئ بالاشتراك مع الشيخ/ عمر فلاته، والشيخ/ حماد الأنصاري -رحمهما الله- والدكتور/ مرزوق الزهراني، توصلوا فيه إلى أن جبل ثور يقع على ضفاف وادي النقمى، يحده الوادي من =