للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذ الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلامه - صلى الله عليه وسلم - فإنه صريح في رد كل البدع والمخترَعات.

قال أهل اللغة: الرد هنا بمعنى المردود ومعناه: فهو باطل غير معتدٍ به.

وفي هذا الحديث دليل لمن يقول من الأصوليين أن النهي يقتضي الفساد ومن قال: لا يقتضي الفساد، يقول: هذا خبر واحد، لا يكفي في إثبات هذه القاعدة العظيمة، قال النووي: وهذا جواب فاسد (١).

١٠٢ - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أما بعد: فإن خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتُها، وكل بدعة ضلالة".

قلت: رواه مسلم في الصلاة (٢) من حديث أبي جعفر الباقر واسمه محمد ابن علي عن جابر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرّت عيناه وعلا صوته واشتدّ غضبه حتى كأنه منذر جيش، يقول: صّبحكم ومسّاكم، ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالًا فلأهله، ومن ترك دينًا أو ضياعًا فإليَّ وعليَّ. ولم يخرج البخاري من هذا الحديث إلا قوله: إنّ خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: أنا أولى بكل مؤمن إلى آخره (٣). وخرج أيضًا من حديث عبد الله بن مسعود قال: "إن أحسن الحديت كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور


(١) انظر المنهاج للنووي (١٢/ ٢٤).
(٢) أخرجه مسلم (٤٣/ ٨٦٧)، وأحمد (٣/ ٣٧١)، وأخرجه ابن ماجه (٢٤١٦) مختصرا. وأخرجه النسائي (٢/ ١٨٨)، وابن خزيمة. (١٧٨٥) وزادا فيه: "وكل ضلالة في النار".
(٣) البخاري (٦٠٩٨).