للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه أبو داود في الجهاد من حديث سمرة وعمران بن حصين. (١)

٢٦٨١ - كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من فجع هذه بولدها؟ " ردوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها، قال: "من حرق هذه؟ " فقلنا: نحن، قال: "إنّه لا ينبغي أن يُعذب بالنار إلا رب النار".

قلت: رواه أبو داود في الجهاد (٢) من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، وذكر البخاري وابن أبي حاتم الرازي أن عبد الرحمن ابن عبد الله بن مسعود سمع من أبيه، وصحح الترمذي حديث عبد الرحمن عن أبيه في جامعه. (٣)

والحمّرة: بالحاء المهملة المضمومة وتشديد الميم، وقد تخفف، طائر صغير كالعصفور.

وتفرش: ذكر ابن الأثير (٤): هذا الفعل في باب الفاء مع الراء وهو أن تفترش جناحيها وتقرب من الأرض، وترفرف، فعلى هذا هو بفتح التاء وضم الراء من فرش، إذا بسط، ورواه بعضهم بفتحها وتشديد الراء، على أنه مضارع أصله تتفرش، فحذفت إحدى التاءين، وذكره أيضًا ابن الأثير (٥) في باب العين مع الراء والشين، فقال: وفي الحديث فجاءت حُمّرة فجعلت تعرش يعني بالعين والراء المهملتين والشين المعجمة، ترتفع فوقهما وتظلل عليهما بجناحيها.

٢٦٨٢ - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "سيكون في أمتي اختلاف وفرقه، قوم يحسنون القيل، ويسيئون الفعل، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق


(١) أخرجه أبو داود (٢٦٦٧) قوى سنده الحافظ في الفتح (٧/ ٢٥١).
(٢) أخرجه أبو داود (٢٦٧٥)، وسنده صحيح كما قال الحاكم (٤/ ٢٣٩): صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وانظر الصحيحة (٢٥).
(٣) انظر: تهذيب الكمال (١٧/ ٢٣٩).
(٤) النهاية (٣/ ٣٨٥).
(٥) النهاية (٣/ ١٨٨).