للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومعنى الحديث: الحث على الرفق بالدواب، ومراعاة مصلحتها، فإن سافرتم في الخصب فقللوا السير لترعى في بعض النهار، وفي أثناء السير فتأخذ حظها من الأرض بما ترعاه منها، وإن سافرتم في القحط عجلوا السير لتصلوا المقصد، وفيها بقية من قوتها، ولا تقللوا السير فيلحقها الضرر لأنها لا تجد ما ترعى فتضعف وتذهب نقيها، وهو مخ عظمها.

٢٩٧٥ - قال بينما نحن في سفر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جاء رجل على راحلة فجعل يضرب يمينًا وشمالًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان معه فضل ظهر، فليعُد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد، فليعد به على من لا زاد له"، قال: فذكر من أصناف المال، حتى رأينا أنه لا حق لأحدٍ منا في فضل.

قلت: رواه مسلم في المغازي، وأبو داود في الزكاة كلاهما من حديث أبي سعيد الخدري. (١)

ومعنى: "فجعل يضرب يمينًا وشمالًا" أي جعل يضرب يمين تلك الراحلة وشمالها، وقد كلت وهي مهزولة لا تقدر على الشي، كذا قاله بعضهم وهو ظاهر.

٢٩٧٦ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى نهمته من وجهه، فليعجل إلى أهله".

قلت: رواه مالك في آخر الموطأ، والبخاري في الحج، ومسلم في الجهاد، والنسائي في السير، وابن ماجه في الجهاد من حديث أبي هريرة. (٢)

والنَهمة: بفتح النون وإسكان الهاء هي الحاجة.


(١) أخرجه مسلم (١٧٢٨)، وأبو داود (١٦٦٣).
(٢) أخرجه مالك (٢/ ٩٨٠)، والبخاري (١٨٠٤)، ومسلم (١٩٢٧)، وابن ماجه (٢٨٨٢)، والنسائي في الكبرى (٨٧٨٣).