للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولا أحبس البُرُد: أي لا أحبس الراسل الواردين عليّ.

قال الزمخشري (١): البُرْد -يعني ساكنًا- جمع بريد مخفف من برد كرسل مخفف من رسل، وإنما خففه ها هنا ليزاوج العهد.

والبريد كلمة فارسية يراد بها في الأصل البغل، وأصلها بُريدة دُمْ، أي محذوف الذَّنَب، لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب، فأعربت الكلمة وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه بريدًا، والمسافة بين السكتين بريدًا.

٣٠٥٧ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجلين جاءا من عند مسيلمة: "أما والله لولا أن الرسل لا تقتل، لضربت أعناقكما".

قلت: رواه أبو داود في الجهاد من حديث نعيم بن مسعود يرفعه، وسكت عليه أبو داود. (٢)

٣٠٥٨ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته: "أوفوا بحِلْف الجاهلية، فإنه لا يزيده -يعني: الإسلام- إلا شدة، ولا تُحدثوا حلفًا في الإسلام".

قلت: رواه الترمذي في السير من حديث حسين بن ذكوان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وقال: حسن. (٣)

والحلف: أصله المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والإنفاق، فما كان منه في الجاهلية على الغير والقتال من القبائل والغارات، فهذا منهي عنه في الإسلام، وما كان منه على نصرة المظلوم وصلة الأرحام كحلف المطيبين وما جرى مجراه، فذاك الذي قال


(١) الفائق للزمخشري (١/ ٩٢)، وانظر كذلك النهاية لابن الأثير (٢/ ١١٥).
(٢) أخرجه أبو داود (٢٧٦١) وإسناده حسن. وكذا أخرجه أحمد (٣/ ٤٨٧)، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٤٣) وصححه.
(٣) أخرجه الترمذي (١٥٨٥) وإسناده حسن، وذلك للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.