للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"وذا الطُفيتين" بضم الطاء المهملة، وإسكان الفاء، قال النووي (١): قال العلماء هما الخطان الأبيضان على ظهر الحية، وأصل الطفية خوصة المقل وجمعها طفي شبه الخطين على ظهرها بخوصتى المقل، انتهى.

وقال الزمخشري (٢): هو الذي على ظهره خطان أسودان، والأبتر: هو قصير الذنب، وقال النضر بن شميل: هو صنف من الحيات أزرق مقطوع الذنب لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها. "ويطمسان البصر" أي يطمسانه بمجرد نظرهما إليه لخاصة جعلها الله في بصرهما إذا وقع على بصر الإنسان.

ويؤيد ذلك الرواية الأخرى في مسلم: "يخطفان البصر".

قال العلماء: وهي نوع يسمى الناظر إذا وقع نظره على عين إنسان مات من ساعته. (٣)

٣١٨٢ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم شيئًا منها، فحرّجوا عليها ثلاثًا، فإن ذهب، وإلا فاقتلوه، فإنه كافر".

قلت: رواه مسلم في الحيات، وأبو داود في الأدب، والترمذي في الصيد، والنسائي في السير من حديث أبي السائب عن أبي سعيد. (٤) وفيه: قصة الفتى الذي عرس وقتل الحية فمات.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لهذه البيوت عوامر" قال بعضهم: عمار البيوت وعوامرها: سكانها من الجن، وقال في النهاية (٥): العوامر: الحيات التي تكون في البيوت، واحدها عامرة،


(١) انظر: المنهاج (١٤/ ٣٣٠).
(٢) انظر: الفائق للزمخشري (٢/ ٣٦٣).
(٣) إلى هنا انتهى كلام النووي في المنهاج (١٤/ ٣٣٠ - ٣٣١).
(٤) أخرجه مسلم (٢٢٣٦)، وأبو داود (٥٢٥٦) والترمذي (١٤٨٤)، والنسائي في الكبرى (١٠٨٠٩).
(٥) النهاية (٣/ ٢٧٠).