للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو عبيد (١): جاز أن نستعير مكن الضباب فتجعل للطير، وقيل لا يعرف للطير مكنات، وإنما هو "وكنات" بفتح الكاف وضمها وسكونها، جمع "وكْنة" بسكون الكاف، وهو عش الطائر.

واختلفوا في معنى ذلك، فقال الشافعي: كانت العرب تولع بالعيافة وزجر الطير، فكان الرجل منهم إذا خرج من بيته لبعض حوائجه نظر هل يرى طيرًا يطير فيزجر لسنوحه أو بروحه، فإذا لم يرى ذلك، نظر إلى الطير الواقع على الشجر فيحركه ليطير، فإن أخذ ذات اليمين مضى لحاجته، وإن أخذ ذات الشمال رجع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أقروا الطير في مواضعها فإنها لا تضر ولا تنفع". (٢)

٣٢١٢ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الغلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع، ويسمى، ويحلق رأسه".

قلت: رواه أبو داود، والنسائي جميعًا في العقيقة، والترمذي في الأضاحي، وابن ماجه في الذبائح من حديث الحسن البصري عن سمرة يرفعه. (٣)

ويقال أن حديث الحسن عنه كله كتابة إلا حديث العقيقة.

قال الإمام أحمد (٤): معنى "مرتهن" أنه إذا لم يعق عنه فمات طفلًا لم يشفع في والديه، ورجح هذا بعضهم، وقيل: معناه أن العقيقة لازمة له لا بد له منها فشبهها في لزومها وعدم انفكاكها عنه بالرهن في يد المرتهن.

٣٢١٣ - ورَوى بعضهم: "ويُدَمّى" مكان: "ويُسَمّى".


(١) انظر: الغريبين لأبي عبيد الهروي (٥/ ٢٩٧)، وتهذيب اللغة للأزهري (١٠/ ٢٩٢ - ٢٩٥)، والنهاية لابن الأثير (٤/ ٣٥٠)، ومختصر المنذري (٤/ ١٢٤ - ١٢٥).
(٢) انظر: معالم السنن (٤/ ٢٦٤)، وشرح السنة للبغوي (١١/ ٢٦٦)، ومختصر المنذري (٤/ ١٢٥).
(٣) أخرجه أبو داود (٢٨٣٧)، والترمذي (١٥٢٢)، والنسائي (٧/ ١٦٦)، وابن ماجه (٣١٦٥).
وإسناده صحيح، فإن الحسن سمعه من سمرة، انظر: الإرواء (١١٦٥).
(٤) انظر: شرح السنة (١١/ ٢٦٨).