للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله بأبي أنت وأمي، ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني، ولقد رددت عليك، ولم أُسمعك، أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة، ثم دخلوا البيت، فقرب إليه زبيبًا، فأكل نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما فرغ قال: "أكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون".

قلت: رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس أو غيره بلفظ المصنف، وروى أبو داود في آخر الأطعمة عن مخلد بن خالد عن عبد الرزاق به قصة الطعام والدعاء، ورواه أيضًا في الأدب، والنسائي في اليوم والليلة من حديث محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد وهو ابن عبادة، قال: زارنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منزلنا .. فذكر الحديث مطولًا مع زيادة ونقص على حديث أنس. (١)

٣٤٠٣ - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المؤمن ومثل الإيمان، كمثل الفرس في آخِيته، يجول ثم يرجع إلى آخيته، فإن المؤمن يسهو، ثم يرجع إلى الإيمان، فأطعموا طعامكم الأتقياء، وأوْلُوا معروفكم المؤمنين".

قلت: رواه البيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي سعيد الخدري. (٢)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كمثل الفرس في آخيته" الآخية: بالمد والخاء المعجمة والتشديد: حُبيل أو عُويد يُعرض في الحائط وتدفن طرفاه فيه ويصير وسطه كالعروة وتشد فيها الدابة، ومعنى الحديث: أنه يبعد عن ربه بالذنوب وأصل إيمانه ثابت (٣)، فيقرب بالآخرة إليه بالندم والتوبة ويتلافى تقصيره.


(١) أخرجه أحمد (٣/ ١٣٨)، وأبو داود (٣٨٥٤)، والنسائي في الكبرى (٨٣٤٩) وفي عمل اليوم والليلة (١٣٢٩) وإسناده صحيح.
(٢) أخرجه البيهقي في الشعب (١٠٩٦٤) وإسناده ضعيف، فيه أبو سليمان الليثي قال الحافظ في ترجمته في تعجيل المنفعة (ص ٤٩٢): قال علي بن المديني: مجهول، وعبد الله بن الوليد: هو ابن قيس التجيبي قال البرقاني عن الدارقطني: لا يعتبر به. وقال ابن حجر في التقريب (٣٧١٥): لين الحديث، وأخرجه أحمد (٣/ ٥٥٢٣٨)، وأبو يعلى (١١٠٦) (١٣٣٢)، وابن المبارك في الزهد (٧٣).
(٣) انظر: النهاية لابن الأثير (١/ ٢٩ - ٣٠)، والفائق للزمخشري (١/ ٢٩).