للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

و "يجرجر": بضم الياء المثناة من تحت، قال النووي (١): أتفق أهل اللغة وغيرهم على كسر الجيم الثانية، واختلفوا في راء النار في هذا الحديث، فنقلوا فيها النصب والرفع، وهما مشهوران في الرواية، والنصب هو الصحيح، ويؤيده رواية "يجرجر نارًا من جهنم" وعلى هذا الفاعل هو الشارب مضمر في يجرجر أي يلقيها في بطنه يجرع متتابعة، يسمع له جرجرة، وهو الصوت، لتردده في الحلق.

وعلى الرفع تكون النار فاعله، ومعناه: تصوت النار في بطنه، والجرجرة: هي التصويت، وسمي المشروب "نارًا" لأنه يؤول إليها، وجهنم لا تنصرف للعلمية والعجمة.

- وفي رواية: "إن الذي يأكل ويشرب في آنية الفضة والذهب .. ".

قلت: رواها مسلم في الأطعمة أيضًا من حديث أم سلمة، ولم يذكر البخاري في حديث أم سلمة الأكل ولا ذكر الذهب. (٢)

٣٤١٧ - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تلبسوا الحرير، ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا، وهي لكم في الآخرة".

قلت: رواه الجماعة: الشيخان في الأطعمة، وأبو داود والترمذي وابن ماجه مقتصرًا على ذكر الذهب والفضة، ثلاثتهم في الأشربة، والنسائي في الزينة من حديث حذيفة. (٣)

والديباج: هو الثياب المتخذة من الأبر يسم فارسي معرب، وقد تفتح داله وتجمع على ديابج.


(١) المنهاج (١٤/ ٤٠).
(٢) أخرجها مسلم (٢٠٦٥).
(٣) أخرجه البخاري في الأطعمة (٥٤٢٦)، وفي الأشربة (٥٦٣٣)، ومسلم (٢٠٦٧)، وأبو داود (٣٧٢٣)، والترمذي (١٨٧٨)، وابن ماجه (٣٤١٤)، والنسائي (٨/ ١٩٨).