للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عليه قال في "شرح السنة" (١): قيل معنى المراء: الشك، وقيل: هو الجدال المشكك وذلك أنه إذا جادل في القرآن أداه إلى أن يرتاب في الآي المتشابهة منه فيؤديه ذلك إلى الجحود، فسمّاه كفرًا باسم ما يخشى من عاقبته إلا من عصمه الله، وقيل هو المراء في قراءته وهو أن يُنْكر بعض القراءات المرويّة.

١٨٠ - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قومًا يتدارؤون في القرآن فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنّما نزل كتاب الله يصدِّق بعضه بعضا فما علمتم منه فقولوه وما جهلتم فكِلُوه إلى عالمه".

قلت: رواه المصنف في "شرح السنة" (٢) في باب الخصومة في القرآن في أوائل الكتاب من حديث عبد الرازق عن معمر عن الزهريّ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (٣).

قوله يتدرؤون: أي يتدافعون أي يدفع كل من المتخاصمين قول صاحبه بما يقع له من القول، قال تعالى: {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} وأشار بهذا إلى التدافع الذي كان بينهم. وضربوا كتاب الله بعضه ببعض، بيان لاسم الإشارة والمضاف محذوف أي مثل هذا.

١٨١ - قال - صلى الله عليه وسلم -: " ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإِنما شفاء العِيّ السؤال".

قلت: سيأتي في التيمم من حديث جابر. (٤)


= حبان (١٤٦٤)، والحاكم (٢/ ٢٢٣) وقال: صحيح على شرط مسلم.
(١) شرح السنة (١/ ٢٦١).
(٢) شرح السنة (١/ ٢٦٠).
(٣) في عزو المصنف إلى "شرح السنة" قصور فقد أخرجه أحصد (٢/ ١٩٦، ١٧٨)، وابن ماجه (٨٥)، وقال في الزوائد: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات.
(٤) أخرجه ابن حبان (٧٥)، والطبري في تفسيره (١٠)، والطبراني (١٠٠٩٠)، والبزار (٢٣١٢) وهو في المطالب العالية (٣٤٨٩) ونسبه للبزار، وأورده الهيثمي في المجمع (٧/ ١٥٢)، ونسبه للبزار أيضًا وأبي يعلى والطبراني في الأوسط، وقال رجال أحدهما ثقات. وسيأتي تخريجه.