للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هذا الوجه، قال: وقد روي من غير وجه عن عائشة أنها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد، ولم تذكر فيه هذا الحرف: وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة. وعبد الرحمن بن أبي الزناد ثقة، انتهى.

ورواه أبو داود في الترجل من حدثنا ابن أبي الزناد مقتصرًا على قولها: وكان شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوق الوفرة ودون الجمة، كذا هو في نسخة سماعنا وغيرها من النسخ.

وكذا رواه الطبري في الأحكام ثم قال: ولم تقل "في شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنه كان فوق الجمة ولا دون الوفرة".

قلت: وإن هذا لعجب وما أنكره هو الثابت في الترمذي، وهي رواية البغوي (١) في "شرح السنة" وفي "المصابيح" والذي رواه الطبري هي رواية أبي داود ورواها ابن ماجه في اللباس مقتصرًا على ذكر الشعر، وقال فيه: "دون الجمة وفوق الوفرة" من طريق ابن أبي الزناد أيضًا، والله أعلم.

وحديث أبي داود يدل على أن الجمة أطول من الوفرة، وهو الذي قاله العلماء، قالوا: إن الوفرة: إلى شحمة الأذن، واللمة: التي ألمت بالمنكبين، والجمة: ما سقط على المنكبين، ورواية الترمذي تدل على أن الوفرة أطول من الجمة وهي رواية المصابيح، ورواية أبي داود أقرب إلى تفسير أهل اللغة والغريب. (٢)

٣٥٧٩ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نعم الرجل خريم الأَسْدي، لولا طول جمته، وإسبال إزاره"، فبلغ ذلك خريمًا، فأخذ شفرة، فقطع بها جمته إلى أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.


= والشواهد ولم يتابع في هذا الحديث وترجم له الحافظ في التقريب (٣٨٨٦) وقال: صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد. ولكن له شاهد في صحيح مسلم (٢٣٣٨). من حديث أنس: كان شعر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أنصاف أذنيه.
(١) انظر: شرح السنة (١٢/ ١٠٠ رقم ٣١٨٧).
(٢) انظر المصدر السابق، ومختصر المنذري (٦/ ٩٦ - ٩٧).