للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في الاستئذان والنسائيُّ في اليوم والليلة ثلاثتهم من حديث سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة يرفعه (١)، وقال الترمذي: حسن، وأخرجه النسائيُّ أيضًا من حديث سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة وأشار إليه الترمذي.

وظاهر هذا الحديث أنَّه يجب على الجماعة رد السلام على هذا الذي سلّم عليهم وفارقهم. وقد قال الإمامان القاضي الحسين وصاحبه المتولي: جرت عادة بعض الناس بالسلام عند المفارقة وذلك دعاء يستحب جوابه، ولا يجب، لأنَّ التحية إنما تكون عند اللقاء لا عند الانصراف، هذا كلامهما، وقد أنكره الإمام أبو بكر الشاشي الأخير من أصحابنا وقال: هذا فاسد لأنَّ السلام سنة عند الانصراف كما هو سنة عند الجلوس، قال النوويّ: وهذا هو الصواب (٢).

٣٧٤٢ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا خير في جلوس الطرقات، إلا لمن هدى السبيل، وردّ التحية، وغضّ البصر، وأعان على الحمولة".

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة بمثل معناه. (٣)

وقد قدم المصنف في الأحاديث الصحاح ما يشهد له من حديث أبي سعيد الخدري الثابت في الصحيحين.


(١) أخرجه أبو داود (٥٢٠٨)، والترمذي (٢٨٤٩)، والنسائيُّ في الكبرى (١٠٢٠١)، وفي عمل اليوم والليلة (٣٦٩) وإسناده حسن. وانظر: الصحيحة (١٨٣).
(٢) انظر هذا الكلام في الفتوحات الربانية على الأذكار النووية (٥/ ٣٦٣ - ٣٦٥).
(٣) أخرجه أبو داود (٤٨١٦).
ورواه البغوي في شرح السنة (١٢/ ٣٠٥) بسنده المتصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وانظر طرق الحديث في السلسلة الصحيحة (٦/ ١٢) (٢٥٠١).