والفَرَق: بالتحريك هو الخوف والفزع فهيبته - صلى الله عليه وسلم - ليست عن اكتساب، بل لما وقره الله في الصدور عند رؤيته.
٣٧٨٧ - قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر، تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء.
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي والنسائيُّ في الصلاة من حديث جابر بن سمرة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح (١).
قوله: حسناء: بفتح الحاء والسين المهملتين أي طلوعًا حسنًا يعني بينًا، فيكون نعتًا لمصدر محذوف أي طلوعًا حسنًا، ورواه بعضهم حينًا بكسر الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف أي زمنًا، كأنه يريد مدة جلوسه، ورواه بعضهم حسناء بفتح الحاء المهملة وسكون السين على وزن فعلاء ممدودة وإنما يظهر حسنها إذا أخذت في الارتفاع فحينئذ يتكامل ضوؤها ويحسن، فيكون حالًا من الشمس أي تطلع نقية بيضاء زايلة عنها الصفرة.
وفي فعله هذا فوائد: أحدها: الجلوس للذكر فإنه وقت شريف، وقد جاءت أحاديث في الذكر ذلك الوقت، والثاني: أنه لما يعبد الإنسان لله عَزَّ وَجَلَّ قبل طلوع الشمس لازم مكان التعبد إلى أن تنتهي حركات الساجدين الشمس إذا طلعت. الثالث: مجيء سائل عن أمر دينه أو من يقص رؤياه أو نحو ذلك.
٣٧٨٨ - قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا عرّس بليل، اضطجع على شقه الأيمن، وإذا عرّس قبيل الصبح، نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه.
(١) أخرجه أبو داود (٤٨٥٠)، والترمذي (٥٨٥)، والنسائيُّ (٣/ ٨٠) وإسناده صحيح. انظر: الصحيحة (٢٩٥٤).