للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي، وقال: حسن صحيح (١)، ولفظه: قال حذيفة: ملعون على لسان محمد، أو لعن الله على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - من قعد وسط الحلقة، ولفظ أبي داود: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن من جلس وسط الحلقة، قيل: وهذا يناول فيمن يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها، ولا يقعد حيث ينتهي به المجلس، فلعن للأذى، وقد يكون من ذلك أنه إذا قعد وسط الحلقة حال بين الوجوه، وحجب بعضهم عن بعض، فيتضررون بمكانه وبمقعده هناك (٢).

و"وسط": قال ابن الأثير وغيره (٣): هو بالسكون، يقال: لكل ما كان متفرق الأجزاء غير متصل، كالناس والدواب وغيرها، فإذا كان متصل الأجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح، وقيل: كل ما يصلح فيه بيْن فهو بالسكون، وما لا يصلح فيه بَيْن فهو بالفتح، وقيل: كل منهما يقع موقع الآخر.

٣٧٩٦ - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خير المجالس أوسعُها".

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرة الأنصاري عن أبي سعيد، وسكت عليه (٤).

٣٧٩٧ - قال: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه جلوس، فقال: "ما لي أراكم عزين؟ ".

قلت: رواه مسلم في الصلاة، وأبو داود في الأدب، والنسائي في التفسير، ثلاثتهم من حديث تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة، وفي رواية أبي داود: "كأنه يحب الجماعة".

فكان من حق المصنف أن يذكره في الصحاح، وقد عزاه لمسلم جماعة من الحفاظ، منهم: الحميدي، وعبد الحق، والحافظ المنذري، وابن الأثير والمزي وهو ثابت


(١) أخرجه أبو داود (٤٨٢٦)، والترمذي (٢٧٥٣)، وضعف إسناده في الضعيفة (٦٣٨).
(٢) انظر: معالم السنن (٤/ ١٠٦).
(٣) انظر: النهاية لابن الأثير (٥/ ١٨٣).
(٤) أخرجه أبو داود (٤٨٢٠)، وسنده حسن كما في الصحيحة (٨٣٢).