للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد ذهب جماعة إلى أنه يشمت ثلاثًا لرواية الترمذي.

- قوله في المصابيح. ويروى أنه قال في الثالثة: "إنه مزكوم".

قلت: رواها الترمذي من حديث سلمة بن الأكوع، وليست في الصحيحين ولا في واحد منهما بل الذي في مسلم هو ما تقدم في الحديث، فكان من حق المصنف أن يؤخر هذه الرواية إلى الحسان.

قال النووي (١): وقد اختلف العلماء فيمن تكرر عطاسه فقال بعضهم: يقال له: في الثانية إنك مزكوم وقيل يقال في الثالثة وقيل في الرابعة قال: والأصح أنه يقال: في الثالثة انتهى ومن قال بذلك استدل بهذه الرواية.

وأما رواية مسلم المتقدمة فإنها وإن لم يكن فيها تكرار فيجوز أن يكون عرف منه أن عطاسه عن زكام، وأن التكرار إنما يشرع إذا لم يعلم حال العاطس، ويجوز أن يكون تكرر العطاس من ذلك الرجل وكان هذا القول بعد الثالثة، ولعل الراوي لم يحضر إلا الثالثة، أو لم يجعل باله إلا حينئذ توفيقًا بين الروايتين، وإنما قال له - صلى الله عليه وسلم -: إنه مزكوم، إشارة إلى أنه ليس ممن يشمت بعد هذا، لأن الذي به زكام ومرض لاحقه العطاس.

قال النووي (٢): ويستحب أن يدعى له بغير دعاء العطاس المشروع، بل دعاء المسلم للمسلم بالعافية والسلامة، ويجوز ذلك، ولا يكون من باب التشميت.

٣٨٠٩ - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل".

قلت: رواه مسلم في الزهد وأبو داود في الأدب من حديث أبي سعيد. (٣)


(١) قاله في كتاب الأذكار (ص ٣٤٣).
(٢) المصدر السابق.
(٣) أخرجه مسلم (٢٩٩٥)، وأبو داود (٥٠٢٦).