للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: رواه الترمذي في البر وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه انتهى. (١)

وسنده جيد، فإنه رواه الترمذي عن زياد بن أيوب عن المحاربي وهو عبد الرحمن بن محمد عن الليث بن أبي سليم عن عبد اللك بن أبي بشير عن عكرمة عن ابن عباس، والليث بن أبي سليم: وإن كان الذهبي قال: فيه ضعف يسير من قبل حفظه، فقد خرج له أصحاب السنن مقرونًا، وكان ذا صلاة وصيام وعلم كثير (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا تمار أخاك، من المماراة وهي المخاصمة أي لا تخاصمه.

قوله: لا تمازحه، قال العلماء: المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط يتأذى به، أو مدوامة تورث كثرة الضحك، وقسوة القلب، وتشغل عن ذكر الله، والفكر في مهمات الدين، وتؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء وتورث الأحقاد وتسقط المهابة والوقار، فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله، فإنه - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يفعله في نادر من الأحوال لمصلحة وتطييب نفس المخاطب ومؤانسته، وهذا لا منع منه بل هو سنة، إذا كان بهذه الصفة، ودخل الشعبي وليمة فرأي أهلها سكوتًا، فقال: ما لي أراكم كأنكم في جنازة أين الغناء أين الدف.

وقيل لسفيان بن عيينة: المزاح هُجْنة؟ قال: بل سنة، ولكن الشأن فيمن يحسنه ويضعه مواضعه.


(١) أخرجه الترمذي (١٩٩٥) وإسناده ضعيف، فيه: ليث بن أبي سليم والعجب من المناوي في تعديله لليث بن أبي سليم وقد ترجم له الحافظ في التقريب (٥٧٢١) صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك.
(٢) انظر كلام الذهبي في الكاشف (٢/ ١٥١) رقم (٤٦٩٢)، وقال الترمذي في جامعه: قال محمد بن إسماعيل -يعني البخاري-: ليث بن أبي سليم صدوق، وربما يهم في الشيء، كان ليث يرفع أشياء لا يرفعها غيره، فذلك ضعفوه. انظر رقم (٢٨٠١).