للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن الأثير (١): الكريم المطلق هو الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه، والكريم الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، وسمي يوسف كريمًا لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورياسة الدنيا والدين، فهو نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي رابع أربعة والنبوة.

ومعادن العرب: أصولها التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها.

٣٩٤٠ - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبرهيم".

قلت: رواه البخاري في تفسير سورة يوسف وفي غيره من حديث ابن عمر. (٢)

٣٩٤١ - قال في يوم حنين: كان أبو سفيان بن الحارث آخذًا بعنان بغلته -يعني بغلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما غشيه المشركون، نزل فجعل يقول:

"أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب"

قال: فما رئي من الناس يؤمئذ أشد منه.

قلت: رواه البخاري في الجهاد ومسلم في المغازي كلاهما من حديث البراء بن عازب (٣).

وقيل: انتسب إلى عبد المطلب للتقريب، وخصه لأنه ربَّاه - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: كان عبد المطلب رأي في النوم شجرة عظيمة، خرجت من صلبه وبلغت أغصانها المشرق والمغرب، وارتفعت فروعها إلى السماء فقص هذه الرؤية على الكهنة، فعبروها بأنها نبي آخر الزمان يخرج من صلبك، وكانت هذه القصة مشهورة عندهم فيما بينهم، فأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا القول إلى أنه تلك الشجرة، وأنه هو الرؤيا التي رآها عبد المطلب، فإن قلت: هذه مفاخرة، قلت: لا، هي من باب قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.


(١) النهاية (٤/ ١٦٦ - ١٦٧).
(٢) أخرجه البخاري (٤٦٨٨).
(٣) أخرجه البخاري (٣٠٤٢) (٢٨٦٤) (٢٨٧٤) (٢٩٣٠)، ومسلم (١٧٧٦).