للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٩٤٩ - قال: شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدًا، فضربتُ رجلًا من المشركين، فقلت: خذها مني وأنا الغلام الفارسي، فالتفت إلي فقال: "فهلّا قلت: خذها مني وأنا الغلام الأنصاري؟ ".

قلت: رواه أبو داود في الأدب وابن ماجه في الجهاد (١) من حديث عبد الرحمن بن أبي عقبة عن أبي عقبة، وفي إسنادهما محمد بن إسحاق، وأبو عقبة هذا بصري مولى بني هاشم بن عبد مناف، وقيل: مولى الأنصار، ذكره غير واحد في الصحابة وقال ابن عبد البر: قيل اسمه: رشيد (٢).

٣٩٥٠ - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من نصر قومه على غير الحق، فهو كالبعير الذي رَدَى، فهو يُنزع بذنبه".

قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث ابن مسعود بسند صحيح (٣) ولذلك سكت هو والمنذري عليه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: ردى بفتح الراء وكسر الدال المهملة، ويروى بفتحهما لغتان: أي سقط في بئر أو نهر يريد أنه وقع في الإثم وهلك كالبعير الذي يردى في البئر فصار ينزع بذنبه لا يقدر على خلاصه، قال ابن الأثير (٤): أراد أنه وقع في الإثم وهلك، كالبعير الذي تردّي في البئر، وأراد أن يُنزع بذنبه فلا يقدر على خلاصه انتهى.

والمعنى أنه أوقع نفسه في الهلكة بتلك النصرة الباطلة، وقيل: شبه القوم بالبعير الهالك، لأن من كان على غير الحق فهو كالهالك، وشبه ناصرهم على غير الحق بذنب هذا البعير الهالك لأنه ينزع بذنبه عند إخراجه من البئر فذنبه ظاهرة في النزع (٥).


(١) أخرجه أبو داود (٥١٢٣)، وابن ماجه (٢٧٨٤) وفي إسناده محمد بن إسحاق، وقد عنعن.
(٢) انظر: الاستيعاب (٤/ ١٧١٦) رقم (٣٠٩٥)، وقال الحافظ: له صحبة، التقريب (٨٣٢٠).
(٣) أخرجه أبو داود (٥١١٨) وإسناده صحيح. وأخرجه أحمد (١/ ٣٩٣، ٤٠١، ٤٤٩).
(٤) انظر: النهاية لابن الأثير (٢/ ٢١٦).
(٥) انظر: معالم السنن (٤/ ١٣٨).