للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ماجه في الفتن كلهم من حديث أبي سعيد الخدري ولم يخرجه البخاري. (١)

٤١٢١ - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها: مثل قوم استهموا سفينة، فصار بعضهم في أسفلها، وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذي في أسفلها يمر بالماء على الذين في أعلاها، فتأذوا به، فأخذ فأسًا فجعل ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: ما لك؟ فقال: تأذيتم بي، ولا بد لي من الماء، فإن أخذوا على يديه, أنجوه ونَجّوا أنفسهم، وإن تركوه، أهلكوه وأهلكوا أنفسهم".

قلت: رواه البخاري في الشركة وفي الشهادات والترمذي في الفتن كلاهما من حديث الشعبي عن النعمان بن بشير. (٢)

قال في شرح السنة (٣): والمداهنة والادهان: المقاربة في الكلام والتليين، قال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} أي: تلين لهم فيلينون لك.

قوله: يمر بالماء، قال بعضهم: كنى به عن البول والغائط أدبًا، ويجوز: أن يحمل على ظاهره في الماء، وإنما حمله هذا على البول والغائط لأن البحر لا ينتفع بمائه لغير الطهارات من الحدث والنجس.

قوله: فإن أخذوا على يديه، قال في النهاية (٤): يقال: أخذت على يد فلان إذا منعته عما يريد فعله كأنك أمسكت يده.

قوله: أنجوه، يقال: نجى من الأمر إذا خلص، وأنجاه غيره، والنجية: التخليص، وشبّه - صلى الله عليه وسلم - المداهن في الحدود بالذي في أعلى السفينة، والواقع فيها بالذي في أسفلها، وشبه الإِسلام بالسفينة وهو محيط بالفريقين كما أن السفينة محيطة بهما، وشبه انهماك


(١) أخرجه مسلم (٤٩)، والنسائي (٨/ ١١١)، وأبو داود (١١٤٠)، والترمذي (٢١٧٢)، وابن ماجه (٤٠١٣).
(٢) أخرجه البخاري (٢٦٨٦)، والترمذي (٢١٧٣).
(٣) انظر: شرح السنة (١٤/ ٣٤٣).
(٤) انظر: النهاية لابن الأثير (١/ ٢٨).