للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والظاهر أن الدنيا تطلق على ما يقابل الآخرة، فهي المذكور أولًا وتطلق على معنى مذموم هو أخص من ذلك فهي المذكور ثانيًا.

٤١٣٨ - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة، يعطى بها في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر، فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم يكن له حسنة يجزى بها".

قلت: رواه مسلم في التوبة من حديث همام بن يحيى عن قتادة عن أنس يرفعه ولم يخرجه البخاري. (١)

ومعنى: لا يظلم، لا ينقص وهو متعد إلى مفعولين، أحدهما: مؤمنًا، والآخر: حسنة، ومعناه: أن المؤمن إذا اكتسب حسنة يكافئه الله عليها، بأن يوسع عليه رزقه أو يدفع عنه شيئًا من آفات الدنيا، ويثيبه في الآخرة، والكافر إذا اكتسب حسنة في الدنيا بفك أسير، أو عتق رقبة، يكافئه الله تعالى في الدنيا ولا يجزيه في الآخره.

٤١٣٩ - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حُجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره".

قلت: رواه البخاري في الرقائق ورواه مسلم في صفة الجنة في أواخر كتابه قبل كتاب الفتن والترمذي فيه كلهم من حديث أبي هريرة (٢) ومن حديث أنس: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات" (٣) والحجاب: الستر، والمعنى أن من اتبع الشهوات وارتكبها خرق حجاب النار، ووقع فيها، ومن صبر نفسه على ما يكرهه من فعل الطاعات، وترك المنكرات، فقد اخترق حجب الجنة ودخلها.

٤١٤٠ - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة إن أُعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك


(١) أخرجه مسلم (٢٨٠٨).
(٢) أخرجه البخاري (٦٤٨٧)، ومسلم (٢٨٢٢)، والترمذي (٢٥٥٩).
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ١٥٣، ٢٥٥) , ومسلم (٢٨٢٢)، وابن حبان (٧١٦).