للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٢٠٠ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد أُخفت في الله، وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله، وما يُؤْذى أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين ليلة ويوم، وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا شيء يواريه إبط بلال".

قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وقال حسن صحيح (١).

ومعنى: أخفت في الله أي في دين الله فإنهم منعوه من إمضاء دين الله.

٤٢٠١ - قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوع، ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بطنه عن حجرين. (غريب).

قلت: رواه الترمذي في الزهد بسند جيد صحيح. (٢)

قلت: وقال ابن حبان (٣): في الكلام على حديث: "إني لست كأحدكم، إني أُطعم وأسقى (٤) " هذا الخبر دليل على أن الأخبار التي فيها ذكر وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجر على بطنه، كلهما أباطيل، وإنما معناها الحُجز يعني بالزاي المعجمة لا الحَجَر، والحُجز: طرف الإزار، إذ الله عز وعلا كان يُطعم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويسقيه إذا وصل، فكيف يتركه جائعًا مع عدم الوصال حتى يحتاج إلى شدِّ حجر على بطنه، وما يغني الحجر عن الجوع؟ انتهى كلامه.

وما قاله متعقب من وجوه، منها: أن الجوهري (٥) وابن الأثير (٦) قالا: إن الحجزة: موضع شد الإزار، ويجمع على حجز فقياس ما قالا أن يكون تثنيه حجزة حجزتين وهو


(١) أخرجه الترمذي (٢٤٧٢) وإسناده صحيح.
(٢) أخرجه الترمذي (٢٣٧١) وإسناده ضعيف، فإن فيه: سيار بن حاتم العنزي، وهو صدوق له أوهام، التقريب (٢٧٢٩).
(٣) انظر: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (٨/ ٣٤٥) تحت رقم (٣٥٧٩).
(٤) هذا الحديث أخرجه البخاري (١٩٦١).
(٥) انظر: الصحاح للجوهري (٣/ ٨٧٢).
(٦) انظر: النهاية (١/ ٣٤٥).