للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٢٢١ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بين رجلين، فقتل أحدهما في سبيل الله، ثم مات الآخر بعده بجُمعة أو نحوها، فصلوا عليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما قلتم؟ " قالوا: دعونا الله أن يغفر له، ويرحمه، ويُلحقه بصاحبه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فأين صلاته بعد صلاته، وعمله بعد عمله -أو قال-: صيامه بعد صيامه؟ لما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض".

قلت: رواه أبو داود في الجهاد والنسائي في الجنائز من حديث عبيد الله بن خالد (١) ورجاله رجال الصحيح إلا عبد الله بن ربيعة السلمي الراوي عن عبيد الله بن خالد إن كان هو صحابيًّا كما صرح به النسائي فعدالته ثابتة وإن لم يكن له صحبة، كما ذهب إليه بعضهم فقد روى له أبو داود والنسائي ولم أر له ذكرًا في الضعفاء. (٢)

٤٢٢٢ - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ثلاث أُقسم عليهن، وأحدثكم حديثًا فاحفظوه: فأما الذي أُقسم عليهن، فإنه ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها، إلا زاده الله بها عزًّا، ولا فتح عبد باب مسألة، إلا فتح الله عليه باب فقر، وأما الذي أحدثكم فاحفظوه، فقال: إنما الدينا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعمل فيه بحقه، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا، فهو يتخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعمل فيه بحق فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو أن لي مالًا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء". (صحيح).


(١) أخرجه أبو داود (٢٥٢٤)، والنسائي (٤/ ٧٤) وإسناده صحيح.
(٢) عبد الله بن ربيعة قيل له صحبة ونفاها أبو حاتم وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ووثقه ابن سعد في الطبقات (٦/ ١٩٦) وذكره في التابعين. وانظر: الاستيعاب (٣/ ٨٩٧)، والإصابة (٤/ ٨١).