للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٢٦٨ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة، حتى يكون أسعد الناس في الدنيا لكع بن لكع".

قلت: رواه الترمذي في الفتن بسند الحديث الذي قبله. (١)

قال الزمخشري (٢): اللكع: اللئيم، وقيل: الصغير, ومنه جاء - صلى الله عليه وسلم - يطلب الحسن بن علي كرم الله وجههما فقال: أثمّ لُكَع أثم لُكع؟.

٤٢٦٩ - أنه قال: إنا لجلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فاطلع علينا مصعب بن عمير، ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بكى للذي كان فيه من النعمة، والذي هو فيه اليوم، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة، وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ " فقالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة ونُكفى المؤنة؟ قال: "لا، بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ".

قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث علي بن أبي طالب وقال: حديث حسن غريب انتهى، وفي سنده: رجل مجهول. (٣)

ومصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار كان من فضلاء الصحابة هاجر إلى الحبشة في أول من هاجر إليها ثم شهد بدرًا وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى المدينة قبل الهجرة يقرئهم القرآن، ويفقههم في الدين، فكان سمي القارئ والمقرئ، ويقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة، وكان فتى مكة شبابًا وجمالًا، وكان أبواه يحبانه، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب، وكان أعطر أهل مكة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكره فيقول: "ما رأيت بمكة أحسن لمة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن


(١) أخرجه الترمذي (٢٢٠٩) وإسناده إسناد الذي قبله.
(٢) انظر: الفائق للزمخشري (٣/ ٣٢٩).
(٣) أخرجه الترمذي (٢٤٧٦) وإسناده فيه جهالة ظاهرة وله شواهد في زهد هناد (٢/ ٣٨٩). فهو بها حسن، انظر: الصحيحة (٢٣٨٤).