للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال: "نعم، تكون إمارة على أقذاء، وهدنة على دخن"، قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم تنشأ دعاة الضلال، فإن كان لله في الأرض خليفة جلد ظهرك، وأخذ مالك، فأطعه، وإلا فمت وأنت عاضّ على جذل شجرة"، قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم يخرج الدجال بعد ذلك، معه نهر ونار، فمن وقع في ناره، وجب أجره، وحُط وزره، ومن وقع في نهره، وجب وزره، وحط أجره"، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم يُنتج المهر، ولا يُركب حتى تقوم الساعة".

قلت: رواه أبو داود والحاكم في المستدرك كلاهما في الفتن مع تغيير بعض الألفاظ من حديث حذيفة. (١)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: تكون إمارة على أقذاء قال في النهاية (٢): الأقذاء جمع قذى، والقذى: جمع قذاة، وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك، أراد أن اجتماعهم يكون على فساد في قلوبهم، فشبهه بقَذَى العين والماء والشراب، قوله - صلى الله عليه وسلم -: وهدنة على دخن، أي صلح على بقايا من الضغن وذلك أن الدخان أثر من النار يدل على بقية منها.

وأما أمره - صلى الله عليه وسلم -: بالطاعة وإن ضرب ظهره وأخذ ماله فإنه إذا لم يصبر ثارت الفتنة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: بالطاعة وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة، الجذل: بالكسر والفتح أصل الشجرة يقطع أغصانها.

وأراد - صلى الله عليه وسلم -: الحث على العزلة والصبر على مضض الزمان والتحمل لمشاقه وشدائده، قوله - صلى الله عليه وسلم - ثم ينتج المهر فلا يركب. حتى تقوم الساعة. قال الجوهري (٣): المهر: ولد القوس، والجمع أمهار ومهار، الأنثى مهرة، قال بعض الشراح: فلا يركب المهر بكسر


(١) أخرجه أبو داود (٤٢٤٤) (٤٢٤٥) (٤٢٤٧)، والحاكم (٤/ ٥٠٢)، وصححه، ووافقه الذهبي.
وفي إسناده سبيع بن خالد اليشكري قال الحافظ: مقبول، التقريب (٢٢٢٣).
(٢) انظر: النهاية (٤/ ٣٠).
(٣) انظر: الصحاح للجوهري (٢/ ٨٢١).