للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد وقع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم -، قال العلماء معناه: لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر في الشام كما كان في زمنه, - صلى الله عليه وسلم - فأعلمنا - صلى الله عليه وسلم - بانقطاع ملكهما في هذين الإقليمين فكان كما قال - صلى الله عليه وسلم -، فأما كسرى: فانقطع ملكه وزال بالكلية من جميع الأرض، وتمزق كل ممزق واضمحل بدعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأما قيصر: فانهزم من الشام ودخل أقصى بلاده فافتتح المسلمون بلاده واستقرت للمسلمين ولله الحمد وكسرى: بفتح الكاف وكسرها لغتان (١).

٤٣٢٣ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله, ثم لتغزون فارس، فيفتحها الله، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال، فيفتحه الله".

قلت: رواه مسلم في الفتن (٢) من حديث جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة ولفظه: قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع كلمات أعدهن في يدي، قال: تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله، ورواه الحاكم في المستدرك وقال: على شرط مسلم وهو وهم، فإن الحديث خرجه مسلم، وقد أقره الذهبي في مختصر المستدرك على وهمه، وذكره البخاري في التاريخ فقال: وقال موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم، وتغزون الدجال فيفتح الله عليكم، وتغزون الروم فيفتح الله عليكم، وتغزون فارس فيفتح الله عليكم، ولم يخرج البخاري في صحيحه عن نافع بن عتبة شيئًا، وما ذكره في التاريخ تعليق (٣) عند المغاربة، مسند عند غيرهم، وقد قدمنا ذلك وموسى بن إسماعيل هو التبوذكي وهو شيخ البخاري.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: تغزون الدجال هذا خطاب مع الصحابة والمراد به الأمة.


(١) انظر: المنهاج للنووي (١٨/ ٥٨).
(٢) أخرجه مسلم (٢٩٠٠)، والحاكم (٤/ ٤٢٦)، وأحمد في المسند (١/ ١٧٨) و (٤/ ٣٣٧).
(٣) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٨١ - ٨٢) معلقًا.