للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه الشيخان كلاهما في الفتن وأبو داود في الملاحم والترمذي في الفتن من حديث أنس (١) وسيأتي في ثالث هذا الحديث التنبيه على أن هذه الكتابة حقيقية أم مجازية؟.

٤٣٧٥ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ألا أحدثكم حديثًا عن الدجال، ما حدث به نبي قومه؟، إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثل الجنة والنار، فالتي يقول: إنها الجنة، هي النار، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه".

قلت: رواه الشيخان: البخاري في خلق آدم، ومسلم في الفتن كلاهما من حديث أبي هريرة. (٢)

٤٣٧٦ - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الدجال يخرج، وإن معه ماء ونارًا، فأما الذي يراه الناس ماء: فنار تُحرق، وأما الذي يراه الناس نارًا، فإنه ماء عذب، فمن أدرك ذلك منكم، فليقع في الذي يراه الناس نارًا، فإنه ماء عذب طيب، وإن الدجال ممسوح العين، عليها ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن، كاتب وغير كاتب". (٣)

قلت: رواه الشيخان كلاهما في الفتن مفرقًا في حديثين بزيادة اختصرها المصنف وروى أبو داود معناه في الملاحم كلهم من حديث حذيفة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: يراه هو بفتح الياء وضمها، قوله - صلى الله عليه وسلم -: ممسوح العين هذه الممسوحة هي الطافئة بالهمزة التي لا ضوء فيها.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: مكتوب بين عينيه كافر، الصحيح أن هذه الكتابة على ظاهرها وأنها كتابة حقيقية جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعات بكفره وكذبه، وتظهر لكل مؤمن كاتب وغير كاتب، ويخفيها عن من أراد شقاوته وكفره، وقيل: هي مجاز وإشارة


(١) أخرجه البخاري (٧١٣١)، ومسلم (٢٩٣٣)، وأبو داود (٤٣١٦)، والترمذي (٢٢٤٥).
(٢) أخرجه البخاري (٣٣٣٨)، ومسلم (٢٩٣٦).
(٣) أخرجه البخاري (٧١٣٠)، ومسلم (٢٩٣٤).