للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ويتكفؤها بيده: أي ينقلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي، لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها.

٤٤٣١ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا".

قلت: رواه البخاري في الرقائق ومسلم في صفة النار والنسائي كما في الجنائز. (١)

قال النووي (٢): قال العلماء: هذا الحشر في آخر الدنيا قبيل القيامة، وقبيل النفخ في الصور بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وتحشر بقيتهم النار تبيت معهم وتقيل معهم" إلى آخره، وهذا الحشر آخر أشراط الساعة، ومعنى ثلاث طرائق: ثلاث فرق، وما نقل النووي عن العلماء صرح به القاضي عياض (٣) وغيره.

٤٤٣٢ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم محشورون حفاة عراة غُرلًا" ثم قرأ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}، "وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإن ناسًا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصيحابي، أصيحابي!! فيقول: إنهم لن يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} إلى قوله: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

قلت: رواه البخاري في التفسير وفي الرقائق وفي أحاديث الأنبياء ومسلم في صفة القيامة والترمذي في الزهد وفي التفسير والنسائي في الجنائز وفي التفسير كلهم من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس. (٤)


(١) أخرجه البخاري (٦٥٢٢)، ومسلم (٢٨٦١).
(٢) المنهاج (١٧/ ٢٨٣).
(٣) انظر: إكمال المعلم (٨/ ٣٩١).
(٤) أخرجه البخاري في الأنبياء (٣٣٤٩)، وفي التفسير (٤٦٦٧)، ومسلم (٢٨٦٠)، والترمذي (٣١٦٧)، والنسائي في الكبرى (١١١٦٠).