للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخدري، ولفظ الشيخين: من ورد يشرب، وفي بعض طرق البخاري: من مر شرب وبها روى المصنف.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: أنا فرطكم على الحوض، قال أهل اللغة: الفرط: بفتح الفاء والراء والفارط: هو الذي يتقدم الوارد ليصلح لهم الحوض والدلاء، ونحوها من أمور الاستسقاء، فمعنى فرطكم على الحوض سابقكم إليه كالمهيء له (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: ومن شرب لم يظمأ أبدًا أي شرب منه، والظمأ مهموز مقصور كما تقدم، قال القاضي (٢): ظاهر هذا الحديث أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار، فهذا هو الذي لا يظمأ بعده، قال: وقيل: ولا يشرب منه إلا من قدر له السلامة من النار، ويحتمل: أن من شرب منه من هذه الأمة وقدر عليه دخول النار لا يعذب فيها بالظمأ، بل يكون عذابه بغير ذلك، لأن ظاهر الحديث أن جميع الأمة تشرب منه إلا من ارتد وصار كافرًا قال: وقيل إن جميع المؤمنين من الأمم يأخذون كتبهم بأيمانهم ثم يعذب الله من شاء من عصاتهم، وقيل: إنما يأخذه بيمينه الناجون خاصة، قال القاضي (٣): وهذا مثله.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: سحقًا سحقًا أي بعدًا بعدًا ونصبه على المصدر وكرر للتوكيد.

٤٤٦٣ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يحبس المؤمنون يوم القيامة، حتى يهموا بذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا، فيأتون آدم، فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسكنك جنّته، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، اشفع لنا عند ربك، حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هُناكم، فيذكر خطيئته التي أصاب: وأكله من الشجرة وقد نهي عنها، ولكن ائتوا نوحًا: أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحًا، فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب:


(١) انظر: المنهاج للنووي (١٥/ ٧٧ - ٧٨).
(٢) انظر: إكمال المعلم (٧/ ٢٥٧).
(٣) انظر: المصدر السابق.