للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا أي يخلصنا ويريحنا منصوب بأن مقدرة بعد الفاء في جواب التمني وهو "لو".

وقول آدم عليه السلام: لست هناكم. قال النووي (١): معناه لست أهلًا لذلك، قوله - صلى الله عليه وسلم - حكاية عن الأنبياء عليهم السلام: لسنا هناكم، ويذكرون خطاياهم قد اختلف العلماء في جواز المعاصي على الأنبياء ولا خلاف في أن الكفر بعد النبوة ليس بجائز عليهم وكذا قبلها على الصحيح ولا خلاف أنهم معصمون من الكبائر، وكلما طريقه الإبلاغ في القول أو الفعل، وكذلك لا خلاف أنهم معصومون من الصغائر التي تزري صاحبها وتحط منزلته، واختلفوا في غيرها من الصغائر فذهب جماعات من المتكلمين والفقهاء المحققين إلى عصمتهم من ذلك أيضًا، وهذا هو الحق، واختلفوا في جواز السهو والنسيان عليهم، فنقل النووي (٢) عن معظم المحققين وجماهير العلماء أنهم ذهبوا إلى جواز ذلك، ووقوعه منهم، قال: وهذا هو الحق ثم لا بد من تنبيههم عليه وذكرهم إياه إما في الحين على قول جمهور المتكلمين وإما قبل وفاتهم على قول بعضهم.

قوله في قول آدم: خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، هو من إضافة التشريف، قال ابن الأنباري: الخليل معناه المحب الكامل، والمحبوب الموفي بحقيقة المحبة واللذان ليس في حبهما نقص ولا خلل، وقيل: مأخوذ من الخلة وهي الحاجة، فسمى إبراهيم عليه السلام بذلك لأنه قصر حاجته على ربه سبحانه وتعالى.

قال الواحدي: والقول الأول هو الاختيار لأن الله تعالى خليل إبراهيم وإبراهيم خليل الله تعالى ولا يقال الله تعالى خليل إبراهيم من الخلة الذي هو الحاجة.


(١) المنهاج (٣/ ٦٧).
(٢) المصدر السابق (٣/ ٦٦).