للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه مسلم والترمذي من حديث ابن مسعود (١)، ولم يخرجه البخاري ومعنى الحديث أنه يجاء بها من المحل الذي خلقها الله فيه فبدأ بأرض المحشر حتى لا يبقى للجنة طريق إلا الصراط، كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة.

والزمام: ما يزم به الشيء أي يشد ويربط، وهذه الأزمة التي تساق جهنم به أيضًا تمنع من خروجها على أهل المحشر، ولا يخرج منها إلا الأعناق التي أمرت أن تأخذ من يشاء الله أخذه.

فائدة: ذكر الحاكم هذا الحديث في المستدرك وقال: على شرط مسلم، واعترض عليه الذهبي بأن العلاء بن خالد الكاهلي هو راويه عن شقيق عن عبد الله بن مسعود، قال: والعلاء كذبه أبو سلمة التبوذكي انتهى، وهذا وهم من الإمامين، أما الحاكم: فوهم في استدراكه على مسلم، والحديث ثابت في صحيح مسلم، وأما الذهبي: فأقره واعترض بطعنه في العلاء وقد رواه مسلم من حديث العلاء عن سفيان كما رواه الحاكم (٢)، والله أعلم.

٤٥٤٣ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن أهون أهل النار عذابًا: من له نعلان وشراكان من نار، يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل، ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا، وإنه لأهونهم عذابًا".

قلت: رواه مسلم في الإيمان بهذا اللفظ ورواه البخاري بمعناه (٣) كلاهما من حديث النعمان بن بشير.

والنعل: مؤنثة وهي التي تلبس في الرجل، والمِرجل: قدر من نحاس قاله الجوهري (٤).

٤٥٤٤ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "أهون أهل النار عذابًا: أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه".


(١) أخرجه مسلم (٢٨٤٢)، والترمذي (٢٥٧٣)، والحاكم (٤/ ٥٩٥).
(٢) انظر: مستدرك الحاكم (٤/ ٥٩٥).
(٣) أخرجه البخاري (٥٦١) (٦٥٦٢)، ومسلم (٢١٣).
(٤) انظر: الصحاح للجوهري (٤/ ١٧٠٥).