للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٥٧٢ - قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامًا، فأخبرنا عن بدء الخلق، حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه.

قلت: رواه البخاري في بدء الوحي من حديث طارق بن شهاب عن عمر. (١)

٤٥٧٣ - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق الخلق: أن رحمتي سبقت غضبي، فهو مكتوب عنده فوق العرش".

قلت: رواه البخاري في التوحيد ومسلم في التوبة والنسائي في النعوت من حديث أبي هريرة (٢) واللفظ للبخاري.

قال العلماء: غضب الله ورضاه يرجعان إلى معنى الإرادة، فإرادته الإثابة للمطيع، ومنفعة العبد تسمى رضا الله وإرادته، عقاب العاصي، وخذلانه يسمى غضبًا، وأراد به تعالى صفة له قديمة يريد بها جميع المرادات (٣)، قالوا: والمراد بالسبق هنا كثرة الرحمة وشمولها، كما يقال: غلب على فلان الكرم والشجاعة إذا كثر منه (٤).


(١) أخرجه البخاري (٣١٩٢).
(٢) أخرجه البخاري (٧٥٥٤)، ومسلم (٢٧٥١)، والنسائي في الكبرى (٧٧٥٠).
(٣) هذه تأويلات باطلة، لا موجب لها من عقل أو نقل، والواجب هو إثبات صفة الغضب والرضا لله عز وجل على ظاهرهما كما تليق بجلاله سبحانه، ولا يلزم من إثباتها شيء مما يلزم في حق المخلوقين، أي من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل، وأثبت الله لنفسه صفة الغضب في قوله {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} [المائدة: ٦٠] وفي قوله {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} [النساء: ٩٣]، وقال: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [البينة: ٨] وقال أبو معمر القطيعي: "من زعم أن الله لا يتكلم، ولا يسمع، ولا يبصر، ولا يغضب، ولا يرضى، فهو كافر بالله، إن رأيتموه على بئر واقفًا فألقوه فيها، بهذا أدين الله عز وجل لأنهم كفار". أخرجه العكبري في المختار من الإبانة (٣/ ت ١٠١)، بإسناد صحيح. والمزي في تهذيب الكمال (٢/ ٢٢). وانظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٦/ ١٢٣ - ١٢٤).
(٤) انظر: المنهاج للنووي (١٧/ ١٠٧).