للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نؤمن به ولا نكيفه بصفة أي نجري اللفظ على ما جاء عليه من غير تأويل انتهى كلام ابن الأثير، وهو يقتضي أن ما نقله المصنف عن يزيد بن هارون إنما هو على رواية القصر.

٤٦٠٤ - [زعم] أنه كان جالسًا في البطحاء في عصابة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس فيهم، فمرت سحابة، فنظروا إليها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تسمون هذه؟ " قالوا: السحاب، قال: "والمزن؟ " [قالوا: والمزن] قال: "والعنان؟ " قالوا: والعنان، قال: "هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض؟ " قالوا: لا ندري، قال: "إن بعد ما بينهما إما واحدة وإما اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، والسماء التي فوقها كذلك، حتى عدّ سبع سماوات، ثم فوق السماء السابعة بحر، بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال، بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهن العرش، بين أسفله وأعلاه ما بين سماء إلى سماء، ثم الله تعالى فوق ذلك".

قلت: رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما في السنة والترمذي في التفسير ثلاثتهم من حديث العباس بن عبد المطلب، وقال الترمذي: حسن غريب، وروى شريك بعض هذا الحديث عن سماك فوقفه انتهى كلامه (١)، قال المنذري (٢): وفي إسناده الوليد بن أبي ثور: ولا يحتج بحديثه، وضعفه أحمد وغيره، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ليس بشيء، كذاب، فالحديث ضعيف من هذا الطريق، ورواه الإمام أبو بكر بن خزيمة في


= فنحن نؤمن به، ولا نكيّف صفته، وكذلك سائر صفات الله عز وجل". ما قاله الأزهري هو مذهب السلف في الصفات.
(١) أخرجه أبو داود (٤٧٢٣)، والترمذي (٣٣٢٠)، وابن ماجه (١٩٣) وإسناده ضعيف.
(٢) انظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري (٧/ ٩٣)، والوليد بن أبي ثور الكوفي، ضعيف، انظر: التقريب (٧٤٨١)، وعبد الله بن عميرة، قال الحافظ: مقبول، انظر: التقريب (٣٥٣٨). وقال الذهبي: فيه جهالة، انظر: ميزان الاعتدال (٢/ ت ٤٤٩٢)، والكاشف (١/ ٥٨١)، والتاريخ الكبير للبخاري (٥/ ت ٤٩٤).