للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بضم همزتيهما، وأصل الأف والتف: وسخ الأظفار، ويستعمل في كلما يستقذر، وهي اسم فعل يستعمل في الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث.

قوله: عشر سنين، وفي بعض الروايات تسع سنين فمعناه تسع سنين وأشهر، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقام بالمدينة عشر سنين تحديدًا لا تزيد ولا تنقص، وخدمه أنس في أثناء السنة الأولى، فمن روى العشر حسب الكسر بسنة، ومن روى التسع لم يحسب الكسر بل حسب بالسنين الكوامل (١).

٤٦٧١ - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرجت حتى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قبض بقفاي من ورائي، قال: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: "يا أنيس ذهبت حيث أمرتك؟ " قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله.

قلت: رواه مسلم في المناقب من حديث أنس ولم يخرجه البخاري. (٢)

قال القرطبي (٣): وهذا القول صدر عن أنس في حال صغره، وعدم كمال تمييزه، إذ لا يصدر مثله ممن كمل تمييزه، وذلك أنه حلف بالله على الامتناع من فعل ما أمره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشافهة، وهو عازم على فعله، فجمع بين مخالفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الإخبار بامتناعه، والحلف بالله على نفي ذلك مع العزم على أنه يفعله، وفيه ما فيه، ومع ذلك فلم يلتفت النبي - صلى الله عليه وسلم - لشيء من ذلك، ولا عرّج عليه ولا أدّبه. بل: داعبه، وأخذ بقفاه، وهو يضحك رفقًا به، واستلطافًا له، ثم قال: "يا أنيس ذهبت حيث أمرتك؟ " وهذا كله بمقتضى خلقه الكريم واحتماله العظيم.


(١) انظر: المنهاج للنووي (١٥/ ١٠١ - ١٠٢).
(٢) أخرجه مسلم (٢٣١٠).
(٣) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي (٦/ ١٠٣ - ١٠٤).