للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الآخر: فراجعته، فقال: هي خمس، وهي خمسون، ما يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى: فقال: راجع ربك فقلت: استحييت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى السدرة المنتهى، وغشيها ألوان لا أدري ما هي؟ ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك".

قلت: رواه الشيخان: البخاري في أحاديث الأنبياء ومسلم في الإيمان من حديث أنس. (١) قال: كان أبو ذر يحدث وقد حذف المصنف منه جملًا طلبًا للاختصار وبين الشيخين اختلاف يسير.

والنسم: بفتح النون والسين واحدته نسمة، وهي نفس الإنسان، والمراد: أرواح بني آدم، قال القاضي عياض رحمه الله (٢): في هذا إنه - صلى الله عليه وسلم - وجد آدم ونسم بنيه من أهل الجنة والنار، وقد جاء أن أرواح الكفار في سجين، قيل: في الأرض السابعة، وقيل: تحتها، وقيل: في سجن، وأرواح المؤمنين منعّمة في الجنة، فيحتمل أنها تعرض على آدم أوقاتًا فوافق وقت عرضها مرور النبي - صلى الله عليه وسلم - به، ويحتمل أن كونهم في النار والجنة، إنما هو أوقات دون أوقات، ويحتمل أن الجنة كانت في جهة يمين آدم، والنار عن يساره، وكلاهما حيث شاء الله، والأَسْوِدة: جمع سواد، وهو جمع قلة، وهو الشخص، لأنه يرى من بعيد أسود (٣).

وظهرت: أي علوت وصعدت.

والمستوى: بفتح الواو، المصعد، وقيل: المكان، وصريف الأقلام: بالصاد المهملة تصويتها حال الكتابة، قال الخطابي: هو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية الله ووحيه، وما ينسخونه من اللوح المحفوظ، أو ما شاء الله من ذلك أن يكتب، ويرفع لما أراده من أمره وتدبيره.


(١) أخرجه البخاري (٣٣٤٢)، ومسلم (١٦٣).
(٢) انظر: إكمال المعلم (١/ ٥٠٣).
(٣) انظر: غريب الحديث (٤/ ١٣٤)، والمصدر السابق.