للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والمزادة: التي يسميها الناس الراوية، والراوية: اسم البعير الذي يستقى عليه ثم توسع فيه، والسطيحة: نحو المزادة غير أنها أصغر من المزادة فهي من جلدين والمزادة أكبر.

٤٧٤٨ - قال: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلنا واديًا أفيح، فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته، فلم ير شيئًا يستتر به، وإذا شجرتان بشاطىء الوادي، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: "انقادي علي بإذن الله"، فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: "انقادي علي بإذن الله". فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما، قال: "التئما علي بإذن الله"، فالتأمتا، فجلست أحدث نفسي، فحانت مني لفتة، فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلًا، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق.

قلت: رواه مسلم في الزهد (١) في أواخر الكتاب في حديث طويل فيه أحاديث لأبي اليسر كعب بن عمرو السلمي الصحابي، وأحاديث جابر بن عبد الله من رواية عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا: فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وساق عن أبي اليسر قصة طويلة ثم أتى جابر بن عبد الله وساق عنه أطول من ذلك، ذكر المصنف قطعة مما هو عن جابر، ولولا خشية الإطالة لذكرته بطوله، لما اشتمل عليه من الفوائد ذكره الحميدي في مسند أبي اليسر فيما انفرد به مسلم عن البخاري (٢).

قوله "واد فيح": قال في النهاية (٣): كل موضع واسع يقال له: أفيح.


(١) أخرجه مسلم (٣٠١٢).
(٢) انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (٣/ ٥١٣ - ٥١٨) رقم (٣٠٣٧).
(٣) انظر: النهاية (٣/ ٤٨٤).